حديثُه مع زُواره
كان حديث الأستاذ مع زُواره يدور حول رسائل النور وخدمة الإيمان، وكان يبين لهم أن تقوية الإيمان هي مقصد رسائل النور الأوحد، وهي التي ستمنعُ خطر الشيوعية والإلحاد الذي يهدد الوطن والشعب؛ وأن ألزَم وظيفةٍ تقع على عاتق الفرد والمجتمع إنما هي العمل على إنقاذ الإيمان وتقويته؛ وأن أعظم قضيةٍ في هذا الزمان هي الاعتصام بالقرآن؛ وأن رسائل النور لم تُهاجَم إلا لكونها ركَّزت جهودَها وعملتْ بكل قوتها على هذه القضية بالتحديد، فلهذا هاجمها أعداء الوطنِ والشعبِ والملاحدة العاملون في الخفاء، وحرَّضوا عليها بشتى الحجج والذرائع؛ ثم يضيف قائلًا: لا سبيل أمامنا سوى العمل الإيجابي البَنَّاء، فما نحمله بأيدينا هو النور لا هراوة السياسة، وحتى لو كان لنا مئة يدٍ فإنها بالكاد تكفي للنور لا غير.
ويوضح لهم أنْ لهذا العمل الإيجابي البَنَّاء من الأثر ما يفوق أثر أقوى الأسلحة، وأنه هو الذي سيهزم أعداء الدين؛ ويبين كذلك أنه لا علاقة لرسائل النور بالسياسة، إذْ إن أهم أساسٍ في مسلكنا هو الإخلاص، فلا يُبتغى فيه مقصدٌ سوى مرضاة الله تعالى؛ وهذا هو مكمن قوة النور، فبالإخلاص والعمل الإيجابي البَنَّاء تَعُمُّ الرحمةُ والعنايةُ الإلهيةُ رسائلَ النور بالحفظ والحماية.