848
هذه رسالةٌ نُشِرت في صحيفة «الجهاد الأكبر» بـ«صامسون»، فاتخذها المُغرِضون ذريعةً لرفع دعوى ضد الأستاذ في محكمتها التي قضتْ ببراءته في نهاية المطاف.
إلى أستاذنا بديع الزمان سعيدٍ النُّورْسِيّ تاجِ أهل الإيمان وترجمان رسائل النور..
لقد قلتم قبل سنواتٍ: إن رسائل النور ليست مُلكي، بل هي بضاعةُ القرآن وفيضٌ منه، ولن تستطيع أية قوةٍ أن تنتزعها من أرض الأناضول أو تقطع صلتها بها، لأن الرسائل موصولةٌ بالقرآن العظيم، والقرآن موصولٌ بالعرش الأعظم، فمن له أن يَطول تلك العروةَ الوثقى فيَفصِمَها؟!
ولقد تَحقَّق اليوم ما سبق أن أعلنتم عنه قبل سنين، إذْ قضتْ محكمة «أفيون» -في عهد الديمقراطيين المتديِّنين هذه المرة- برفع الحظر عن رسائل النور، وبردِّ جميع الرسائل والمراسلات والكتب المصادَرة لعدم تشكيلها أيَّةَ مادةٍ جُرمية.
وإننا نَعُدُّ قرار البراءة هذا تصديقًا صريحًا لما أعلنتم عنه، ودليلًا ساطعًا على أن خدمتكم السامية التي تقومون بها إنما هي محضُ خدمةٍ قرآنيةٍ يُبتغى بها وجهُ الله وحدَه، كما نعدُّه فاتحة خيرٍ لسعادة العالَم الإسلامي عامةً، ولهذا الشعب المسلم خاصةً.
وإننا ننتهز هذه المناسبة لنقدم أحرَّ التهاني والتبريكات لمن كان يَرقُب مثلَ هذه الانتصارات بكل شوقٍ، ألا وهو أستاذنا الحبيب كبيرُ أسرة النور، ورُبَّانُ بحر الحقائق، ومرشدُ الإنسان في عصرٍ لَجَّتْ فيه الإنسانية في الطغيان، كما نعبِّر عن الشكر والتقدير للديمقراطيين المتديِّنين وأعضاء هيئة المحكمة العادلة الذين انتصروا لأهل الإيمان وساندوهم.
لقد جاهدتم -أستاذَنا العزيز- على مدى سنين طويلةٍ لإعلاء راية الحقيقة القرآنية، وبذلتم في سبيلها الغالي والنفيس، حتى تَحقَّق لها -بفضل الله- ما تَحقَّق من