الخدمة النورية بعد سجن «أفيون»
كانت مجموعات رسائل النور تُنشَر بواسطة آلةِ نسخٍ «بإسبارطة»، بينما كان الأستاذ يُعنى كعادته بالتدقيق والتصحيح، إلا أنه بعد السجن توزعت الخدمة النورية على عدة مجالات، فلم تعد محصورةً في مجرد نشرها نَسخًا بخط اليد أو بآلة النسخ، بل يمكننا أن نصف ما بلغته الخدمة في تلك المرحلة بما يلي:
اجتهد طلابُ النور في مختلف الولايات والنواحي والقرى في قراءة الأنوار وكتابتها وإقرائها ونشرها كلٌّ في محيطه.
أخذت رسائل النور شكل مجلداتٍ تُنسَخ بواسطة آلات النسخ في كلٍّ من «إسبارطة» و«إينَه بولو» وتُنشَر في شتى الأنحاء.
انتشرت الرسائل في كلٍّ من أنقرة واسطنبول، وباتت تُقرَأ من شتى فئات المجتمع، خصوصًا المتعلمين وطلاب الجامعات والشباب والنساء والموظفين الحكوميين، وارتبط بها كثيرٌ من الناس وعقدوا معها أواصر علاقةٍ معنويةٍ وثيقة؛ ولقد تَخرَّج من هؤلاء أفواجٌ من خَدَمَةِ الإيمان المضحِّين المخلصين، وأشرقت أنوار الإيمان في هاتين المدينتين المركزيتين.
أُعيدت جميع النسخ المصادرة، وفُتحت قنوات التواصل بين الجهات الرسمية وبين رسائل النور وطلابها، وأعلِن في تقريرٍ رسميٍّ أن رسائل النور تعمل لتحقيق سعادة الوطن والشعب والأجيال المقبلة.
واتخذت الحكومة الجديدة موقفًا إيجابيًّا تجاه الرسائل، ونظرت إليها نظرةَ تقديرٍ باعتبارها نورًا ساميًا من أنوار القرآن في هذا العصر، وتكفلت بنشرها في تركيا والعالَم الإسلامي والعالَم عمومًا عبر أحدث وسائل الاتصال.