ﺫﻳﻞ ﺍﻟﻠﻤﻌﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ
ﻋﺰﺍﺀ ﺑﻄﻔﻞ
باسمه سبحانه
﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾
ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ «ﺧﺎﻟﺪ» ﻳﺎ ﺃﺧﺎ ﺍلآﺧﺮﺓ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ!
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ (ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:155-156)
ﺃﺧﻲ! ﻟﻘﺪ ﺁﻟﻤﻨﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻧﺒﺄُ ﻭﻓﺎﺓِ ﻃﻔﻠﻜﻢ، ﻭﻟﻜﻦ: ﺍﻟﺤﻜﻢُ ﻟﻠﻪ، ﻓﺎﻟﺮﺿﺎﺀُ ﺑﻘﻀﺎﺋﻪ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﻘَﺪَﺭﻩ ﺷﻌﺎﺭُ ﺍلإﺳـلاﻡ. ﺃَﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺮﺯﻗﻜﻢ ﺍﻟﺼﺒﺮَ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ، ﻭﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﺫﺧﺮﺍً ﻟـلآﺧﺮﺓ، ﻭﺷﻔﻴﻌﺎً ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ.
ﻭﺳﻨﺒﻴّﻦ ﻟﻜﻢ ﻭلأﻣﺜﺎﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ﺧﻤﺲَ ﻧﻘﺎﻁٍ ﺗﺸﻊ ﺑﺸﺮﻯ ﺳﺎﺭﺓ ﻭﺗﻘﻄﺮ ﺳﻠﻮﺍﻧﺎً ﺣﻘﻴﻘﻴﺎً ﻟﻜﻢ.
ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍلأﻭﻟﻰ
ﺇﻥ ﻣﻌﻨﻰ ﺍلآﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ: ﴿ﻭِﻟْﺪﺍﻥٌ ﻣُﺨَﻠَّﺪﻭﻥ﴾ (ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ:17) ﻭﺳﺮَّﻫﺎ ﻫﻮ ﻫﻜﺬﺍ:
ﺇﻥَّ ﺃﻭلاﺩ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓّﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﻠﻮﻍ ﺳﻴُﺨﻠَّﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺃﻃﻔﺎلا ﻣﺤﺒﻮﺑﻴﻦ ﺑﻤﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ. ﻭﺳﻴﻜﻮﻧﻮﻥ ﻣﺒﻌﺚَ ﺳﺮﻭﺭ ﺃﺑﺪﻱ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺁﺑﺎﺋﻬﻢ ﻭﺃﻣﻬﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻀﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ. ﻭﺳﻴﻜﻮﻧﻮﻥ ﻣﺪﺍﺭﺍً ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﻟﻄﻒ ﺍلأﺫﻭﺍﻕ ﺍلأﺑﺪﻳﺔ ﻟﻠﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻫﻮ ﺣﺐ ﺍلأﻃﻔﺎﻝ ﻭﻣـلاﻃﻔﺔ ﺍلأﻭلاﺩ.
ﻭﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﻛﻞَّ ﺷﻲﺀ ﻟﺬﻳﺬٍ ﻣﻮﺟﻮﺩٌ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻓـلا ﺻﺤﺔَ ﻟﻘﻮﻝ ﻣَﻦ ﻳﻘﻮﻝ: «لا ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻤﺤﺒﺔ ﺍلأﻃﻔﺎﻝ ﻭﻣﺪﺍﻋﺒﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻟﺨﻠﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﺎﺛﺮ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻞ». ﺑﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺑﻤﺤﺒﺔ ﺍلأﻃﻔﺎﻝ ﻭﻣـلاﻋﺒﺘِﻬﻢ ﺑﺼﻔﺎﺀ ﺗﺎﻡ ﻭﻟﺬﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻃﻮﺍﻝ ﻣـلاﻳﻴﻦ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ، ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﻮﺑﻬﺎ ﺃﻟﻢٌ ﻭلا ﻛﺪﺭٌ، ﺑﺪلا ﻣﻦ ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﻭﻣـلاﻋﺒﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺩﻧﻴﻮﻳﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻓﺎﻧﻴﺔ ﻣﺸﻮﺑﺔ ﺑﺎلآلاﻡ. ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺗﺤﻘﻘﻪ ﺍلآﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺑﺠﻤﻠﺔ ﴿ﻭِﻟْﺪﺍﻥٌ ﻣُﺨَﻠَّﺪﻭﻥ﴾ ﻓﺘﺼﺒﺢ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺪﺍﺭ ﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺗﺰﻑّ ﺃﻋﻈﻢ ﺑﺸﺮﻯ ﻟﻬﻢ.
ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ -ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ- ﺭﺟﻞ ﻛﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ.. ﺃُﻟﺤﻖ ﺑﻪ ﻭﻟﺪُﻩ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺃﻳﻀﺎً. ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺘﺄﻟﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺑﻤﺸﻘﺎﺕ ﻋَﺠﺰﻩ ﻋﻦ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺭﺍﺣﺔ ﺍﺑﻨﻪ ﻓﻀـلا ﻋﻦ ﻣﻘﺎﺳﺎﺗﻪ ﺁلاﻣﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ.
ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺃﺣﺪﺍً ﻟﻴﺒﻠّﻐﻪ: «ﺇﻥَّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻨُﻚ ﺇﻟّﺎ ﺃﻧﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺭﻋﻴﺘﻲ ﻭﺃﺣﺪُ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺃﻣﺘﻲ، ﺳﺂﺧﺬﻩ ﻣﻨﻚ لأﺭﺑّﻴﻪ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ ﺟﻤﻴﻞ ﻓﺨﻢ».. ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﺴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻩ، ﻭﻗﺎﻝ: «لا. لا ﺃﻋﻄﻲ ﻭﻟﺪﻱ ﻭلا ﺃﺳﻠّﻤﻪ، ﺇﻧﻪ ﻣﺪﺍﺭ ﺳﻠﻮﺍﻧﻲ!».
ﺍﻧﺒﺮﻯ ﻟﻪ ﺃﺻﺪﻗﺎﺅﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ: ﻳﺎ ﻫﺬﺍ لا ﺩﺍﻋﻲ لأﺣﺰﺍﻧﻚ ﻭلا ﻣﻌﻨﻰ ﻟﺘﺄﻟﻤﻚ. ﺇﻥْ ﻛﻨﺖ ﺗﺘﺄﻟﻢ لأﺟﻞ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻬﻮ ﺳﻴﻤﻀﻲ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺮ ﺑﺎﺫﺥ ﺭﺣﻴﺐ ﺑﺪلا ﻣﻦ ﺃﻥْ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺍﻟﻤﻠﻮّﺙ ﺍﻟﻤﺘﻌﻔﻦ ﺍﻟﻀﻴﻖ. ﻭﺇﻥْ ﻛﻨﺖَ ﻣﺘﺄﻟﻤﺎً ﻟﺬﺍﺕ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻧﻔﻌﻚ ﺍﻟﺨﺎﺹ، ﻓﺈﻥَّ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺳﻴﻌﺎﻧﻲ ﻣﺸﻘﺎﺕٍ ﻛﺜﻴﺮﺓً ﻣﻊ ﺿﻴﻖ ﻭﺃﻟﻢ ﺷﺪﻳﺪﻳﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺑﻘﻲ ﻫﻨﺎ لأﺟﻞ ﺃﻥ ﺗﺤﺼﻞَ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻊ ﻣﺆﻗﺖ ﻭﻣﺸﻜﻮﻙٍ ﻓﻴﻪ ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺴﻴﻜﻮﻥ ﻭﺳﻴﻠﺔ لأﻟﻒ ﻧﻔﻊ ﻭﻓﺎﺋﺪﺓ ﻟﻚ، ﺫﻟﻚ لأﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎً ﻟﺪﺭّ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻟﻚ، ﻭﺳﻴﺼﺒﺢ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ. ﻭلاﺑﺪ ﺃﻥَّ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺳﻴﺮﻏﺐ ﻳﻮﻣﺎً ﻓﻲ ﺃﻥْ ﻳﺴﻌﺪَﻩ ﺑﺎﻟﻠﻘﺎﺀ ﻣﻌﻚ، ﻭلا ﺟﺮﻡ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺮﺳﻠﻪ ﺇﻟﻴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ، ﺑﻞ ﺳﻴﺄﺧﺬﻙ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﺨﺮﺟُﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﻳﺒﻌﺜﻚ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻟﺘﺤﻈﻰ ﺑﺎﻟﻠﻘﺎﺀ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﻔﻞ، ﻓﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖَ ﺫﺍ ﻃﺎﻋﺔ ﻟﻪ ﻭﺛﻘﺔ ﺑﻪ.
ﻭﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ -ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ- ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥْ ﻳﺘﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ ﺃﻣﺜﺎﻟُﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳُﺘﻮﻓّﻰ ﺃﻃﻔﺎﻟُﻬﻢ، ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﺍ: ﺇﻥَّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺮﻱﺀ، ﻭﺇﻥَّ ﺧﺎﻟﻘَﻪ ﺭﺣﻴﻢ ﻭﻛﺮﻳﻢ، ﻓﺒﺪلا ﻣﻦ ﺭﻗﺘﻲ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮﺓ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺑﺪلا ﻣﻦ ﺗﺮﺑﻴﺘﻲ ﺍﻟﻨﺎﻗﺼﺔ ﻟﻪ، ﻓﻘﺪ ﺍﺣﺘﻀَﻨَﺘْﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔُ ﺍلإﻟﻬﻴﺔ ﻭﺿﻤّﺘﻪ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔُ ﺍلإﻟﻬﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﻨَﻔﻬﺎ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ، ﻭﺃﺧﺮﺟﺘﻪ ﻣﻦ ﺳﺠﻦ ﺍﻟﻤﺸﻘﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻭﺍلآلاﻡ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﻭﺃﺭﺳﻠﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻇـلاﻝ ﺟﻨﺔ ﻓﺮﺩﻭﺳﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ. ﻓﻬﻨﻴﺌﺎً ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻄﻔﻞ!
ﻭﻣَﻦ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻭﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻟﻮ ﻇَﻞَّ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ؟ ﻟﺬﺍ ﻓﺄﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻣﺘﺄﻟﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﺑﻞ ﺃﺭﺍﻩ ﺳﻌﻴﺪﺍً ﻣﺤﻈﻮﻇﺎً.. ﺃﻣﺎ ﺗﺄﻟﻤﻲ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻓـلا ﺃﺗﺄﻟﻢ ﻟﻬﺎ ﺃﻟﻤﺎً ﺷﺪﻳﺪﺍً، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﻣﺘﻌﺘﻲ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ. ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻗﻴﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﻳﻀﻤﻦ ﻟﻲ ﻣﺤﺒّﺔ ﺍلأﻭلاﺩ ﻭﻣـلاﻋﺒﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ﺯﻫﺎﺀ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻭﻫﻲ ﻣﺸﻮﺑﺔٌ ﺑﺎلآلاﻡ، ﻭﻟﺮﺑﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﻟﺤﺎً ﺑﺎﺭّﺍً، ﻭﻛﺎﻥ ﺫﺍ ﻗﺪﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﻨَﻨﻲ ﻭﻳﺘﻌﺎﻭﻥَ ﻣﻌﻲ، ﺇﻟّﺎ ﺃﻧﻪ ﺑﻮﻓﺎﺗﻪ ﻓﻘﺪ ﺿﻤﻦ ﻟﻲ ﻣﺤﺒﺔَ ﺍلأﻭلاﺩ ﻭﻟﻌﺸﺮﺓ ﻣـلاﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﺓ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻣﺸﻔّﻌﺎً ﻟﻲ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍلأﺑﺪﻳﺔ، ﻓـلا ﺃﻛﻮﻥ ﺇﺫﻥ ﺷﺪﻳﺪَ ﺍﻟﺘﺄﻟﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﻧﻔﺴﻲ ﻛﺬﻟﻚ. لأﻥ ﻣَﻦ ﻏﺎﺑﺖ ﻋﻨﻪ ﻣﻨﻔﻌﺔٌ ﻋﺎﺟﻠﺔ ﻣﺸﻜﻮﻙ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺭﺑﺢ ﺃﻟﻒَ ﻣﻨﻔﻌﺔٍ ﺁﺟﻠﺔ ﻣﺤﻘﻘﺔِ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ، ﻟﻦ ﻳُﻈﻬﺮَ ﺍلأﺣﺰﺍﻥَ ﺍلأﻟﻴﻤﺔ، ﻭﻟﻦ ﻳﻨﻮﺡ ﻳﺎﺋﺴﺎً ﺃﺑﺪﺍً!
ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ
ﺇﻥَّ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻤُﺘﻮﻓَّﻰ.. ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺇﻟّﺎ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎً ﻟﺨﺎﻟﻖ ﺭﺣﻴﻢ، ﻭﻋﺒﺪﺍً ﻟﻪ، ﻭﺑﻜﻞ ﻛﻴﺎﻧﻪ ﻣﺼﻨﻮﻋﺎً ﻣﻦ ﻣﺼﻨﻮﻋﺎﺗﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﻭﺻﺪﻳﻘﺎً ﻣﻮﺩﻋﺎً ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻴﺒﻘﻰ ﻣﺆﻗﺘﺎً ﺗﺤﺖ ﺭﻋﺎﻳﺘﻬﻤﺎ، ﻭﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃُﻣَّﻪ ﻭﺃﺑﺎﻩ ﺧﺎﺩﻣَﻴﻦ ﺃﻣﻴﻨﻴﻦ ﻟﻪ، ﻭﻣﻨﺢ ﻛـلا ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺷﻔﻘﺔ ﻣﻠﺬّﺓ، ﺃﺟﺮﺓً ﻋﺎﺟﻠﺔ ﺇﺯﺍﺀ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻣﺎﻥ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺔ.
ﻭﺍلآﻥ، ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﻄﻔﻞ -ﻭﻟﻪ ﻓﻴﻪ ﺗﺴﻊ ﻭﺗﺴﻌﻮﻥ ﻭﺗﺴﻌﻤﺎﺋﺔ ﺣﺼﺔ ﻭﻟﻮﺍﻟﺪﻩ ﺣﺼﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ- ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﺧﺬ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻭﺣﻜﻤﺘﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻔﻞَ ﻣﻨﻚ ﻣُﻨﻬﻴﺎً ﺧﺪﻣﺎﺗِﻚ ﻟﻪ. ﻓـلا ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺄﻫﻞ ﺍلإﻳﻤﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﺰﻧﻮﺍ ﻳﺎﺋﺴﻴﻦ ﻭﻳﺒﻜﻮﺍ ﺻﺎﺭﺧﻴﻦ ﺑﻤﺎ ﻳﻮﻣﺊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻮلاﻫﻢ ﺍﻟﺤﻖ ﺻﺎﺣﺐِ ﺍﻟﺤﺼﺺ ﺍلأﻟﻒ، ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺣﺼﺔ ﺻﻮﺭﻳﺔ. ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﺷﺄﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ﻭﺍﻟﻀـلاﻟﺔ.
ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ
ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﺑﺪﻳﺔً ﺃﺑﺪ ﺍلآﺑﺎﺩ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺎﻟﺪﺍً ﻣﺨﻠﺪﺍً، ﺃﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﺃﺑﺪﻳﺎً، ﺇﺫﻥ ﻟﻜﺎﻥ ﻟﻠﺤﺰﻥ ﺍلأﻟﻴﻢ ﻭﺍلأﺳﻒ ﺍﻟﻴﺎﺋﺲ ﻣﻌﻨﻰً ﻣﺎ. ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺩﺍﺭ ﺿﻴﺎﻓﺔ ﻓﺄﻳﻨﻤﺎ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻤُﺘﻮﻓَّﻰ ﻓﻜﻠﻨﺎ -ﻧﺤﻦ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻛﺬﻟﻚ- ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺍﺣﻠﻮﻥ لا ﻣﻨﺎﺹ.
ﺛﻢ ﺇﻥَّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﺧﺎﺻﺔً ﺑﻪ ﻫﻮ ﻭﺣﺪﻩ، ﺑﻞ ﻫﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﻳﺴﻠﻜﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ.
ﻭﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﺃﺑﺪﻳﺎً ﻛﺬﻟﻚ، ﺑﻞ ﺳﻴﺘﻢ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍلأﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﺯﺥ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ. ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ: ﺍﻟﺤﻜﻢُ ﻟﻠﻪ.. ﺇﻥ ﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﺧﺬ ﻭﻣﺎ ﺃﻋﻄﻰ، ﻣﻊ ﺍلاﺣﺘﺴﺎﺏ ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ: ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ.
ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ
ﺇﻥَّ ﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﻟﻄﻒُ ﺗﺠﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍلإﻟﻬﻴﺔ ﻭﺃﺟﻤﻠُﻬﺎ ﻭﺃﻃﻴﺒُﻬﺎ ﻭﺃﺣـلاﻫﺎ.. ﻟﻬﻲ ﺇﻛﺴﻴﺮٌ ﻧﻮﺭﺍﻧﻲ، ﻭﻫﻲ ﺃﻧﻔﺬُ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺑﻜﺜﻴﺮ، ﻭﻫﻲ ﺃﺳﺮﻉُ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ.
ﻧﻌﻢ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﻱ ﻭﺍﻟﻌﺸﻖ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻱ، ﺑﻤﺸﻜـلاﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً، ﻳﻨﻘﻠﺒﺎﻥ ﺇﻟﻰ «ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ» ﻓﻴﺠﺪ ﺻﺎﺣﺒُﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﺟـلاﻟﻪ، ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﻔﻘﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑـلا ﻣﺸﻜـلاﺕ، ﺗﺮﺑﻂ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻴﻮﺻﻞ ﺻﺎﺣﺒَﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋـلا ﺑﺄﻗﺼﺮ ﻃﺮﻳﻖ ﻭﺃﺻﻔﻰ ﺷﻜﻞ.
ﻭﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ ﻳﺤﺒﺎﻥ ﻭﻟﺪﻫﻤﺎ ﺑﻤﻞﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺆﺧﺬ ﺍﻟﻮﻟﺪُ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻓﺈﻧﻪ -ﺇﻥْ ﻛﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪﺍً ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍلإﻳﻤﺎﻥ- ﻳﻌﺮﺽ ﻭﺟﻬﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻳﺪﻳﺮ ﻟﻬﺎ ﻇﻬﺮَﻩ ﻓﻴﺠﺪُ ﺍﻟﻤﻨﻌﻢَ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺣﺎﺿﺮﺍً ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺎﻧﻴﺔ ﺯﺍﺋﻠﺔ ﻓـلا ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺇﺫﻥ ﺭﺑﻂَ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﻬﺎ، ﻓﻴﺠﺪ ﺇﺯﺍﺀ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻟﺪُﻩ ﻋـلاﻗﺔً ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻭﻳﻐﻨﻢ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﺳﺎﻣﻴﺔ.
ﺇﻥَّ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ﻭﺍﻟﻀـلاﻟﺔ ﻟﻤﺤﺮﻭﻣﻮﻥ ﻣﻦ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﻭﺑُﺸﺮَﻳﺎﺗِﻬﺎ. ﻓﻘﻴﺴﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﺪﻯ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺃﻟﻴﻤﺔ؛ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗُﺸﺎﻫﺪ ﻭﺍﻟﺪﺓٌ ﻋﺠﻮﺯ ﻃﻔﻠَﻬﺎ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺒﻪ ﺣﺒﺎً ﺧﺎﻟﺼﺎً، ﻳﺘﻘﻠّﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻜﺮﺍﺕ، ﻳﺬﻫﺐ ﻓﻜﺮُﻫﺎ ﺣﺎلا ﺇﻟﻰ ﺭﻗﻮﺩﻩ ﻓﻲ ﺗﺮﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺑﺪﻝ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﺍﻟﻨﺎﻋﻢ ﺍﻟﻮﺛﻴﺮ، ﻟﻤﺎ ﺗﺘﺼﻮﺭُ ﺍﻟﻤﻮﺕَ ﻋﺪﻣﺎً ﻭﻓﺮﺍﻗﺎً ﺃﺑﺪﻳﺎً، ﻟﺘﻮﻫﻤﻬﺎ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩَ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ﻭﺍﻟﻀـلاﻟﺔ، ﻟﺬﺍ لا ﻳﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﻬﺎ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻭلا ﺟﻨﺘﻪ ﻭلا ﻧﻌﻤﺔ ﻓﺮﺩﻭﺳﻪ ﺍﻟﻤﻘﻴﻢ.. ﻓﺄﻧﺖ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻘﻴﺲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻣﺪﻯ ﻣﺎ ﻳﻌﺎﻧﻴﻪ ﺃﻫﻞُ ﺍﻟﻀـلاﻟﺔ ﻭﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﻟﻢ ﻭﺣﺰﻥ ﻳﺎﺋﺲ ﺑـلا ﺑﺼﻴﺺ ﻣﻦ ﺃﻣﻞ.
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍلإﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍلإﺳـلاﻡ ﻭﻫﻤﺎ ﻭﺳﻴﻠﺘﺎ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﺍﺭﻳﻦ ﻳﻘﻮلاﻥ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ:
ﺇﻥَّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞَ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﺎ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺳﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺳﻴﺮﺳﻠﻪ ﺧﺎﻟﻘُﻪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﻗﺪﺱ ﺟﻨﺘﻪ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻳﺨﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﻘﺬﺭﺓ، ﺯﺩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺠﻌﻠﻪ ﻟﻚ ﻣﺸﻔّﻌﺎً، ﻛﻤﺎ ﺳﻴﺠﻌﻠﻪ ﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎً ﻭﻟﺪﺍً ﺃﺑﺪﻳﺎً… ﻓـلا ﺗﻘﻠﻖ ﺇﺫﻥ ﻭلا ﺗﻐﺘﻢ. ﻓﺎﻟﻔﺮﺍﻕ ﻣﺆﻗﺖ، ﻭﺍﺻﺒﺮ ﻗﺎﺋـلا: ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻟﻠﻪ.
﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾
الباقي هو الباقي
ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺳﻲ